العقـــــــــل نعمـــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله \ وبعد
فإن البشر منذ وجودهم قد ميزوا بالعقل حيث يمكنهم به عبادة الله وتوحيده والذي خلقوا لينهضوا بمهمته (( وماخلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ))
وإنهم بالعقل يتعرفون على الخير والشر فيأخذون بالخير ويجتنبون الشر وقد روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : (( ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر ولكن العاقل الذي يعرف الخير فيتبعه ويعرف الشر فيجتنبه )) .
وبهذا الميزان بدأ مشواره مع آدم حيث عرضت عليه خيارات الطاعة والمعصية وكان أن نسي فعصى ثم تاب وأناب لخالقه وموجده (( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) .
وإذا هيمن العقل والفؤاد على بصيرة الإنسان فهو وإن نسي وسها وغفل فلا بد أن يعود لنور الحق (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )) .
(( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))
واستمر الإنسان مطيعاً لربه عابداً لمبدعه ثم جاء دور عبادة الأوثان حيث غاب دور النور الإلاهي وأصبح الإنسان يعبد شجراً أو حجراً أو الشمس والقمر والنجوم وربما بعض الحيوانات .
وهو مايدل على غياب النشاط الفكري حيث أصبح الإنسان رهين أشياء لاهي تنفعه ولا تضره بل إنها على الدوام محكومة بفعل الخالق أو الإنسان وليس لها قوة الفعل والتأثير في الكون .
وإنك لتعجب لهذا الضياع البشري الذي كان عليه فيه أن يعلم صانع الكون ومن ثم الانقياد له والخضوع والذلة والانكسار له .
وعندما يتيه الإنسان يصبح ميداناً كبيراً لأن يغفل وينسى ويتكبر وربما غاب عقله رغم دلالة الله له وهديه إليه (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) .
وهذا يعني أن يغيب دور البشر في عمارة الأرض لأن عبادة الله وحده تعني حياةً لهم ونوراً وهدى (( لينذر من كان حيا ))
وعلى المرء أن يستعمل ماوهبه الله من عقل ولب وفؤاد ليحصل على العظة والشفاء والهدى والرحمة (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) .
فبالعقل يجيء الخير الذي يطهر الفؤاد ويضيء الروح ويبعث الإرادة المقدسة وبه تهتدي القلوب المؤمنة (( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )) .
وحياة البشر سيسودها العدل وسبيل الله المستقيم (( ولهديناهم صراطاً مستقيماً )) .
كما أنه به يصل الإنسان للتفريق بين الحق والباطل (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )) .
ولن يسيروا إلا وهم في نور الله وضيائه (( ويجعل لكم نوراً تمشون به )) .
وهم في نزل من السكينة (( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) .
وهم محبوبون من الله (( إن الله يحب المحسنين )) (( يحب المقسطين )) (( يحب الصابرين ))
(( يحب المتقين )) (( يحب التوابين ويحب المتطهرين )) ((يحب المتوكلين )) ((فاتبعوني يحببكم الله )).
وحتى يحصل الإنسان على سعادته في الدارين عليه أن يلوذ بالله ثم بعقله (( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا ))
(( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا )) .
وبعد أن عبد الإنسان تلك المعبودات أخذ ببنات لله وأبناء له وشركاء وهو مايعني حطة للبشر وسخف وذلة .
وحتى يرتقي الإنسان بنفسه عن رحلات الضياع والتيه والضعة عليه أن يصلح باطنه وظاهره ليعلو فوق الدنو والهبوط والسقوط ليتجه للواحد الأحد الصمد الذي به يعلو الكائن البشري ويصعد حيث ينال رفعة الدنيا وعلو الآخرة.
فلنستغل هذه النعمة العظيمه ولانضيعها فيما يفسد في الارض
_وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد _
تقبلــو تحياتي ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله \ وبعد
فإن البشر منذ وجودهم قد ميزوا بالعقل حيث يمكنهم به عبادة الله وتوحيده والذي خلقوا لينهضوا بمهمته (( وماخلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ))
وإنهم بالعقل يتعرفون على الخير والشر فيأخذون بالخير ويجتنبون الشر وقد روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : (( ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر ولكن العاقل الذي يعرف الخير فيتبعه ويعرف الشر فيجتنبه )) .
وبهذا الميزان بدأ مشواره مع آدم حيث عرضت عليه خيارات الطاعة والمعصية وكان أن نسي فعصى ثم تاب وأناب لخالقه وموجده (( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) .
وإذا هيمن العقل والفؤاد على بصيرة الإنسان فهو وإن نسي وسها وغفل فلا بد أن يعود لنور الحق (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )) .
(( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))
واستمر الإنسان مطيعاً لربه عابداً لمبدعه ثم جاء دور عبادة الأوثان حيث غاب دور النور الإلاهي وأصبح الإنسان يعبد شجراً أو حجراً أو الشمس والقمر والنجوم وربما بعض الحيوانات .
وهو مايدل على غياب النشاط الفكري حيث أصبح الإنسان رهين أشياء لاهي تنفعه ولا تضره بل إنها على الدوام محكومة بفعل الخالق أو الإنسان وليس لها قوة الفعل والتأثير في الكون .
وإنك لتعجب لهذا الضياع البشري الذي كان عليه فيه أن يعلم صانع الكون ومن ثم الانقياد له والخضوع والذلة والانكسار له .
وعندما يتيه الإنسان يصبح ميداناً كبيراً لأن يغفل وينسى ويتكبر وربما غاب عقله رغم دلالة الله له وهديه إليه (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) .
وهذا يعني أن يغيب دور البشر في عمارة الأرض لأن عبادة الله وحده تعني حياةً لهم ونوراً وهدى (( لينذر من كان حيا ))
وعلى المرء أن يستعمل ماوهبه الله من عقل ولب وفؤاد ليحصل على العظة والشفاء والهدى والرحمة (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) .
فبالعقل يجيء الخير الذي يطهر الفؤاد ويضيء الروح ويبعث الإرادة المقدسة وبه تهتدي القلوب المؤمنة (( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )) .
وحياة البشر سيسودها العدل وسبيل الله المستقيم (( ولهديناهم صراطاً مستقيماً )) .
كما أنه به يصل الإنسان للتفريق بين الحق والباطل (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )) .
ولن يسيروا إلا وهم في نور الله وضيائه (( ويجعل لكم نوراً تمشون به )) .
وهم في نزل من السكينة (( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) .
وهم محبوبون من الله (( إن الله يحب المحسنين )) (( يحب المقسطين )) (( يحب الصابرين ))
(( يحب المتقين )) (( يحب التوابين ويحب المتطهرين )) ((يحب المتوكلين )) ((فاتبعوني يحببكم الله )).
وحتى يحصل الإنسان على سعادته في الدارين عليه أن يلوذ بالله ثم بعقله (( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا ))
(( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا )) .
وبعد أن عبد الإنسان تلك المعبودات أخذ ببنات لله وأبناء له وشركاء وهو مايعني حطة للبشر وسخف وذلة .
وحتى يرتقي الإنسان بنفسه عن رحلات الضياع والتيه والضعة عليه أن يصلح باطنه وظاهره ليعلو فوق الدنو والهبوط والسقوط ليتجه للواحد الأحد الصمد الذي به يعلو الكائن البشري ويصعد حيث ينال رفعة الدنيا وعلو الآخرة.
فلنستغل هذه النعمة العظيمه ولانضيعها فيما يفسد في الارض
_وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد _
تقبلــو تحياتي ..